Followers

Saturday, December 13, 2008

فى الأيام العادية .. العادية جداً بالتحديد تتكون ذكرياتنا .. أهمها يتكون فى هذه الأيام
.
إضطررنا للمشى لخمس ساعات لا تفصل بينها سوى دقائق نرتكن فيها على إحدى السيارات أو المقاعد العامة .. لم يكن معنا ما يكفى لشراء تذكرتى أوتوبيس .. كنت ملئ بالأحباط ، أشعر بالغيظ من كل شئ فى العالم .. تباً لشمس ذلك اليوم الحارقة المستفزة ، للشوراع المزدحمة ، لأبواق السيرات العالية ، للبشر الغاضبين العاجزين ، تباً للعجز .. واللعنة على كل شئ قبيح .. اللعنة على أيامنا الصعبة .. اللعنة على من يتحكمون بحياتنا .. اللعنة على التعليم والوساطة ومكتب العمل ..اللعنة على مشرف الرسالة وعلى موضوع الرسالة .. بل واللعنة على الرسالة
.
أنا .. كتلة غضب متأججة .. وهى .. كانت شديدة الارهاق وإن حاولت التظاهر بالعكس .. بالمرح , والهدوء .. والحديث عن أشياء غير موجوده سوى بخيالها كالاقزام الذين يقدمون عصير الفراولة وحلوى التوت البرى فى مطعم هو بالأصل كوخ صغير تخطط لإمتلاكه .. وحين توقفنا بشارع بدا هادئا كانت لازالت تتحدث بهذا الشكل والذى دفعنى للصراخ بأن توقفى عن الابتسام .. توقفى عن هذا الابتهاج الغير مبرر .. لماذا تصرين على تلك الرؤى الساذجه .. ألا تفكرين فى الابتعاد عن شخص تعيس عسر الحظ مثلى وأنا لن أستطيع أن أقدم لكى سوى البؤس ، وأنا .... وقطع كلامى أنى وجدتها تفتح أزرار قميصها حتى المنتصف وتمسك بيدى وتمررها بسرعه على جسدها .. كانت المرة الأولى التى أرى فيها صدر فتاة عارى وقد جعلتنى ألمسه للحظه .. وبينما تجمدت فى مكانى فاغر الفاه راحت تقول وهى تعيد اغلاق ملابسها هذا أنا .. أنا التى ستكون لك بعد قليل من التعب والوقت ، واللذين مهما بلغا من سوء فلن نسمح لهما بإفساد لحظة سعادة واحدة نعرف أنها ستكون لنا .. أتسمعنى .. أنا دنيتك وأنت دنيتى ..لا تسمح لشئ بأن يعلو فوقنا .. كانت جميلة كما لم تكن من قبل وقد زال عن وجهها الإرهاق فبدت ساحرة .. لا أعرف كيف جعلت الشارع يتحول إلى ساحة واسعة .. كيف جعلت الشمس تختبأ ، كيف جعلت الناس فرحين ومن أين جاءت بعمال التنظيف السعداء الذين قامو بكنس الغضب وجمع بقايا الألم عن المكان.
والأن .. حين أتذكر ذلك اليوم فأجد أننى حين أستيقظت لم يكن سوى صباح عادى .. عادى جداً .. ربما لهذا السبب بالتحديد تكون أكثر أيامنا عادية أكثرها جمالاً

حبيبى