كنا نسير بذلك الشارع الهادئ حين مررنا بمتجر الزهور الصغير هذا الذي توجهنا اليه بعدما سألتني عن ما رايك لو ابتعت لكي ورده .. اشرت بالموافقه ووقفت تشاهدني اختارها من بين سلال الورود .. بيضاء لها ساق طويله قويه .. ظللت اداعب بها وجهي ووجهك احيانا .. حين سقطت احدا وريقاتها هممت بالتقاطها واودعتها جيبك لتحتفظ بشئ ما احتفظ ببعضه الاخر .. اضطررت الي ثني ساقها كي اضعها في حقيبتي اثناء العوده .. وضعتها ما بين اوراقي
جفت الورده .. وهذا هو حال الزهور بعد القطاف .. تفتت واختلطت بامتعتي وحاجاتي الصغيره .. اختلطت الذكري بحافظه النقود ومرآتي الصغيره وعلبه احفظ بها عويناتي .. اختلطت بيدي كلما مددتها داخل الحقيبه لاحضر قلما لادون به شيئا ما .. او بعض الفكه لمحاسبه السائق وبائع الجرائد .. تسحرني هذه الفتات وتأخذني من عالمي المزدحم الي ذلك الشارع الهادئ وتلك الابتسامه علي وجهك وتلك الفرحه بقلبي
ستذكريني كلما مررت من امام بائع الورود هذا .. قلتها ضاحكا
لست بحاجه الي المرور من امام بائع الورود لكي اذكرك
فأنا اذكرك كلما فتحت حقيبتي